جريدة عمان: كيف دخلت كل هذه الكتب بيتي؟
مايكل ديردا ترجمة أحمد شافعي برغم أنني بعت أو تخليت عن قرابة 150 صندوق كتب في سنة 2020، لم تزل تصادفني تلك الدهشة الذاهلة لدى كل من يدخل قبوي أو علّيتي، فكأن تلك الدهشة ـ على حد تعبير شيرلوك هولمز ـ هي النقطة الوحيدة الثابتة في عصر متغير. أعترف أن عددا قليلا من الناس هم الذين عبروا عتبة بيتي خلال زمن محاذير كورنا هذا، ولكن أغلبهم لم يتجشموا حتى عناء سؤالي "هل قرأت كل هذه الكتب؟" مكتفين بالوقوف ذاهلين، وإن سمعت من بعيد بعضهم يغمغم "مسكينة زوجته" أو يحمد لله أنا عافاه مما ابتلى به غيره. من دواعي سروري ـ إن لم يكن من دواعي سرور أحد غيري ـ أن غرفة المعيشة في بيتي قد تبدو الآن أقرب إلى مكتبة متهالكة في ناد لندني بائس في قرابة عام 1895. وفي كثير جدا من الأحيان أستقر في مقعد رث قوائمه على شكل مخالب قط وفي يدي جرائد اليوم، فإنا أنني أزفر بوتيرة ثابتة، أو أتذمر قائلا إن العالم ماض على عجل إلى الجحيم. في الأسبوع الماضي، استرخيت في الكرسي المشار إليه من قبل، في حلم يقظة وديع ـ وليس لي هواية غير أحلام اليقظة ـ وبدأت أتساءل: ك